شهدت الأيام القليلة الماضية هجرة آلاف اللاجئين السوريين من تركيا إلى أوروبا بشكل عام، وألمانيا بشكل خاص.
- وتعتبر هذه الموجة هي الأكبر منذ عام 2015، بعد تطبيق إجراءات صارمة على الجانب الشرقي من أوروبا، ودعم الحكومة اليونانية في منع هجرة اللاجئين.
- وقالت السيدة أنيا، إحدى مديرات مركز استقبال اللاجئين في مدينة سيج-مارينجن الألمانية، إن هناك زيادة كبيرة في أعداد السوريين الذين قدموا إلى البلاد.
- وتابعت: “لم يتم توثيقهم لأن وزارة الخارجية كانت مشغولة باللاجئين الأوكرانيين، ولكن هناك المئات من السوريين الجدد الذين جاءوا إلى هذا المركز وحدهم.
- بدورها، وثقت صحيفة "تاغس شبيجل" الألمانية في تقريرها الأخير، أنه تم تحديد أكثر من 3200 لاجئ يدخلون اليونان، غالبيتهم من السوريين، وبدأ التقرير في الأول من مارس/آذار 2017، وانتهى في 31 أغسطس/آب 2017. يعتبر ملاذا آمنا في بداية أغسطس." الوجهة الأساسية للمهاجرين من أجل الوصول إلى هدفهم وهو الوصول إلى بلدان أخرى." الاتحاد الأوروبي.
ومن الموثق أن أعدادا كبيرة من المهاجرين يسافرون يوميا إلى اليونان بطرق غير قانونية، دون أن يتم تسجيلهم، ثم يسافرون بعد ذلك إلى بقية أنحاء أوروبا، وخاصة ألمانيا، على الرغم من جهود الحكومة اليونانية لمنعهم.
طريق المهاجر :
- يسافر العديد من السوريين إلى طريق تركيا-بلغاريا-صربيا أو طريق تركيا-اليونان-صربيا.
- وأوضح أحمد سالم، الذي وصل إلى مدينة شتوتغارت الألمانية مطلع الأسبوع الجاري، لـ أورينت نت، أنه سافر مع كتيبة مكونة من 30 شاباً، واستغرق الأمر 3 أيام مع أحد المهربين على طريق بلغاريا صربيا. وبعد السفر عبر سلوفاكيا والنمسا، وصل أخيرًا إلى وجهته في المجر. وصل إلى ألمانيا.
- واعترف أحمد، ابن محافظة دير الزور، بأن الطريق لم يكن سهلاً دائماً، موضحاً أن ابن عمه أصيب بجروح خطيرة أثناء رحلة مع مجموعة أخرى، وأطلقت الشرطة الكلاب عليه، فضلاً عن المسافة الطويلة. من المشي في الغابات، وبرد غروب الشمس، والنوم على الأرض. في الغابة لعدة أيام.
- واعترف أحمد بأنه دفع للمهرب مبلغ 7 ملايين دولار لإحضاره إلى أوروبا عبر تركيا واليونان وصربيا.واعترف بأن ارتفاع الأسعار في تركيا والخوف من نتائج الانتخابات التالية دفعه إلى الرحيل.
- من جانبه، قال سامر مهران (من أوائل الواصلين إلى ألمانيا قادمين من تركيا) إن الطريق اليوناني الصربي يتفوق على الطريق البلغاري، إذ يفتقر إلى "علامة دبلن" ولا يطلق الكلاب على المهاجرين، لكن كما أنها طويلة وصعبة، وأصعب ما فيها هو الوصول إلى المدينة. سالونيك اليونانية.
- وتابع: “الطريق مفصول على أساس الوضع المالي للاجئين. "هناك طريق طويل يتطلب أموالاً أقل من الطريق القصير."
أسباب خروج السوريين من تركيا :
- ويرى الدكتور عبد الناصر الجاسم، أستاذ الاقتصاد في جامعة ماردين التركية، أن السبب الرئيسي لهجرة السوريين إلى أوروبا هو الخوف وعدم الاستقرار، وذلك بعد الاقتراح بعودة السوريين إلى تركيا.
- وأضاف الجاسم لـ”أورينت نت” أن السوريين افتقروا إلى صفة اللاجئ في تركيا، بل حصلوا على صفة “الحماية المؤقتة”. مشاعر الخوف كانت سببها تصريحات الحكومة التركية ومسؤوليها، هذه التصريحات زادت من خطورة الوضع وتثير قلق السوريين لأنها لم تعد شائعات.
- وأشار الدكتور الجاسم إلى سبب مهم آخر وهو اقتراب موعد الانتخابات التركية وعدم وجود برامج محددة من قبل أحزاب المعارضة. والوصول إلى فرصة مهمة للتعوض عن النقص الخاص بالدعم السياسي في سياق اللاجئين السوريين في تركيا. وبدأت أحزاب المعارضة بمخاطبة الشارع التركي من هذا الموقف، مما أدى إلى اتخاذ الشارع التركي سلوكاً وتصرفاً وسلوكاً مزعجاً. مضايقات وقيود على السوريين، اعتبر بعضها تنمراً وعنصرية.
- وأكد أن هذه التصرفات دفعت اللاجئين السوريين في تركيا إلى البحث عن مخرج من مأزقهم، لافتاً إلى أن هناك عاملاً مهماً يدفع السوريين إلى مغادرة تركيا، وهو عدم الثقة بمؤسسات المعارضة والغموض الذي يكتنفها. ودور هذه المؤسسات لا يمثل هموم السوريين أو تطلعاتهم، ما يدفعهم إلى الهجرة إلى الدول الأوروبية.
- وأكد الجاسم أن العنصر المهم هو الاقتصاد لما له من دور فعّال في هجرة السوريين من تركيا. وبعد أن لاحظ العالم آثار جائحة كورونا والانكماش الاقتصادي، انخفضت القدرة الشرائية للاجئين السوريين، ولم يعد لديهم القدرة على التعايش مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسكن. بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكنوا من السفر إلى البلاد.
توزيع اللاجئين السوريين في ألمانيا :
- يسافر اللاجئون السوريون عادة إلى المدن والقرى الألمانية التي تتمتع بإجراءات سريعة للحصول على اللجوء، ونتيجة لذلك ينتشرون في جميع أنحاء البلاد، وأهمها تقع في المدن الجنوبية مثل شتوتغارت، وميونيخ، وساربروكن، بالإضافة إلى بعض من يسافرون إلى المدن الكبرى مثل برلين وهامبورغ.
- وتشير أحدث الإحصائيات الصادرة في شهر مايو/أيار 2012 إلى أن عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا يصل إلى 867.585 لاجئاً.
تعليقات
إرسال تعليق